أحمد الحداد
فهد البنا.. من دراسة التجارة الإلكترونية إلى العمل في أكبر ممكّن للتجارة الذكية
بعد تخرجه من كليات التقنية العليا عام 2005 بتخصص التجارة الإلكترونية، حصل على وظيفة في أحد المصارف الكبرى في الدولة، إلا أنه شعر أن مكانًا آخر قد يكون أقرب إلى تخصصه الدراسي كي يكتشف الفرص اللامحدودة في عالم التجارة، فانتقل إلى العمل في دي بي ورلد الإمارات، حيث ابتدأت قصته المثيرة والتي كانت نقطة تحول في حياته.
البيئة الخصبة للخريجين الجدد
أول ما لفت انتباه فهد البنا في دي بي ورلد، هو القدر الكبير من برامج التدريب المكثفة والمصممة وفق منهجية متطورة ومحترفة لتطوير الخريج المواطن في كافة الجوانب المهنية والشخصية، وشمل التدريب العمل المكتبي والميداني في المواقع وعلى أرصفة الميناء وفي ساحات الحاويات. وأدرك أنه يجني سنوات من الخبرة في شهور معدودة، ما دفعه إلى بذل المزيد من الجهد مقابل ذلك الاهتمام الذي توليه إياه المؤسسة، وأقبل على تنفيذ مهامه الوظيفية، كما وحرص على تحقيق نتائج متميزة أهلته للمشاركة في مهمة تدريبية متقدمة خارج البلاد، وتحديداً في الهند، والتي فتحت له آفاقًا جديدة في فهم آليات إدارة العمليات التشغيلية لمحطات الموانئ، في ظروف بيئية وأجواء مختلفة كليًا، وشكلت تلك الدورة قيمة كبيرة لفهد في تطوير خبراته الميدانية، ثم توالت بعدها الدورات والبرامج التدريبية الداخلية والخارجية التي تمثل سمة بارزة في المؤسسة، وكان منها المشاركة مع 16 موظفًا في دورة لتطوير المهارات القيادية بالتعاون مع جامعة أريزونا.
القيادة بالأسوة
على الرغم من التدريب المكثف والشامل الذي تلقّاه فهد عند انضمامه إلى دي بي ورلد، إلًا أنه يعزو الفضل الأكبر في تطوره الوظيفي إلى النماذج الاستثنائية التي تعامل معها، متمثلاً بالفريق القيادي للشركة، وعلى رأسهم سلطان بن سليّم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة دي بي ورلد، ومحمد المعلم، نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة دي بي ورلد، وعبدالله بن دميثان - المدير التنفيذي والمدير العام لـ «دي بي ورلد» الإمارات وجافزا، حيث كانوا مثلاً أعلى للمثابرة والالتزام والتفاني في العمل؛ فحينها كانت دي بي ورلد تشهد بدايات انطلاق تحولها من شركة محلية إلى مزود عالمي لخدمات إدارة محطات الموانئ والخدمات اللوجستية، وكانت الشركة بمجملها أشبه بخلية نحل لا تتوقف عن النشاط، وشكّل التواصل الشخصي بين فهد وتلك القيادات الإدارية الاستثنائية أكبر مورد للخبرة والتعلم والتطوير المهني.
نهر التجارة الجارف ورؤية المؤسس
ساهم التدرج الوظيفي لفهد في دي بي ورلد، وتحديدًا في ميناء جبل علي، عبر توليه عدد من المناصب بدأت بمساعد لمراقبة عمليات البواخر، وصولاً إلى مدير أول للعمليات في المحطة 2، بالاطلاع عن كثب على الدور الذي تلعبه دي بي ورلد في تدفق التجارة العالمية وحركة البضائع التي تشكل نهرًا هائلًا من السلع والبضائع التي تصل من جميع أنحاء العالم إلى دبي، محملة بالحاويات والسفن والناقلات العملاقة، والتي جعلت من دبي مركزًا إقليميًا للتجارة، والعنوان الأول للبحث عن أي نوع من أنواع السلع التجارية والمواد. واسترجع فهد إنجازات الشيخ راشد يرحمه الله وكيف فكر قبل أربعين عامًا بوضع الأساس لما وصلت إليه دبي اليوم من مكانة، وتطلع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، لمواصلة تلك المسيرة والوصول بها إلى المرتبة الأولى عالميًا. وشعر فهد بالامتنان الكبير لتحقق تلك الرؤية، ومسؤوليته في أن يكون مسهمًا رئيسًا في نجاحها والعمل على تطويرها.
التحوّل الرقمي
يعتبر فهد أن من أكثر الإنجازات التي يفخر بها خلال مسيرته العملية في دي بي ورلد، إسهامه في تطوير المنظومة الرقمية للموانئ عندما قررت ترقية برامجها من نظام SPARCS إلى OPUS، والذي سمح له بفهم الدورة التشغيلية المتكاملة والمعززة بأفضل وظائف الأتمتة والتشغيل الرقمية، كما أتاحت له فرصة العمل مع جميع الأقسام والقطاعات الأخرى في الموانئ. وشارك فهد أيضًا في تأسيس محطة الحاويات 4، وتولى تخطيط ساحة الحاويات وتحديد متطلبات الأجهزة والرافعات والمعدات اللازمة، وتولى لفترة إدارة عمليات الساحة فيها إلى أن تم تعيين مدير متفرغ للمحطة، ليستمر فهد في عمله كمدير أول للعمليات في المحطة 2.
مستقبل واعد وطموح واسع
تمتاز بيئة العمل في دي بي ورلد بالتحفيز المتواصل على الابتكار والإبداع، إذ لا يحول شيء أمام الموظف الراغب في التطوير وبذل المزيد من العمل، من أجل ذلك يعتبر فهد أن أمامه الكثير الذي يعتزم القيام به خلال وجوده في المؤسسة، ويطمح إلى مواصلة مسيرته المهنية للوصول إلى أعلى المراتب الإدارية والقيادية في المؤسسة التي تدعمه لتحقيق ذلك، فثقافة المؤسسة ككل تقوم على تمكين الموظفين وتشجيعهم على بذل المزيد من الجهود للإبداع والتجديد.
نداء للمواطنين الشباب
انطلاقًا من تجربته التي فتحت له أبوابًا لا محدودة من الفرص، وأسهمت بتطوير قدراته المهنية وإمكاناته الشخصية بلا حدود، يوجه فهد نداءً إلى الشباب المواطن من الذين لا يزالون على مقاعد الدراسة أو الخريجين الجدد الباحثين عن عمل، بأن يتوجهوا إلى دي بي ورلد، الخيار الأفضل للعمل لتحقيق الطموح المهني، فالمؤسسة عالمية متعددة الثقافات، تفتح الآفاق للطموح والنجاح. ويشيد فهد بإقبال المواطنين المتزايد حاليًا على العمل في قطاع الخدمات اللوجستية، إذ يذكر أنه من بين 8 مواطنين قام بتوجيههم وتدريبهم ميدانيًا، استمر 7 منهم في العمل في المؤسسة، ما يمثل معدلًا مرتفعًا للإقبال على هذا القطاع، الذي يشكل أحد أكثر القطاعات الحيوية والهامة لمستقبل الدولة الاقتصادي وازدهارها التجاري، وهو التزام وطني يتوجب على الجميع الوفاء به تجاه الأجيال القادمة.